ريبوار
شارزوري
يتحدث
أحد الائمة الكورد في احدى خطبه عن نبي الاسلام قائلا انه اظهر العديد من
المعجزات، ثم يتحدث عن احدى تلك المعجزات اللواتي يخالفن العقل والفهم البشري
والمبادئ العلمية.
يقول
الامام محمد ملا فائق الشارزوري ان نبي الاسلام استطاع في احدى الغزوات تأمين مياه
الشرب لمقاتلية من بين اصابعه، ويردف قائلا ان 30 الف مقاتل رافقوا النبي في غزوته
تلك، فرووا عطشهم من المياه النابعة من بين اصابع النبي، كما حصلوا على حاجتهم
منها للتنظف وامور اخرى كذلك.
واضافة
الى المقاتلين، فقد شرب من تلك المياه نحو 10 آلاف من الدابة (الجمال)، وهي
بالتأكيد تحتاج الى الكثير من الماء لكي تروي ضمأها.
وينهي
الامام حديثه بالقول ان المقاتلين حملوا من الماء ما يحتاجونه للكثير من الايام،
ثم جف الماء اخيرا بأمر من النبي.
هنا
يمكن طرح المئات من الاسئلة والملاحظات حول كلام هذا الامام، فبعيدا عن التطرق الى
شرح الجانب الديني والمصدر المعتمد عليه لاخراج الرواية، وبعيدا عن كون العلوم
المعاصرة والمبرهن عليها تنفي المعجزات، سنجري هنا فقط مقارنة بسيطة بين تلك
الحادثة والمنطق ونسأل: لنفترض ان نبي الاسلام اظهر فعلا تلك المعجزة ونبع الماء
حقا من بين اصابعه، أليست الكمية التي يشير الامام اليها كبيرة جدا؟ "فلو
قمنا بتخمين ما يكفي لاشباع 30 الف مقاتل و10 آلاف من الجمال حسب مقاييس عصرنا
هذا، كم ستكون الكمية؟ ومن اين اتت تلك الكمية الكبيرة؟".
ولو
افترضنا ايضا ان ذلك يمكن حدوثه بمعجزة الهية، ولكن في حال جريان الماء من بين
اصابع النبي بما يكفي لارواء 30 الف مقاتل انهكهم العطش في تلك الصحراء بعد الغزو
والتعب الشديد، ومن ثم يكفيهم للتنظف وللحاجات الاخرى، وبعد ذلك لارواء 10 آلاف من
الجمال التي تحتاج الى الكثير من الماء بطبيعة الحال، وبعد ذلك يكفي للخزن لحاجات
ايامهم اللاحقة... كم نحتاج من الوقت لتأمين كل تلك المياه؟ يبدو ان الامام المبجل
لم يفكر في الوقت اطلاقا، وهل بامكان اي انسان ايقاف يديه بتلك الشاكلة التي يقول
الامام كل ذلك الوقت؟ هل فكر الامام الموقر في كمية الاواني والجراري التي يحتاج
المرء اليها لتأمين مياه الشرب الكافية لـ 40 الفا من البشر والدابة؟
كلما
فكرنا في الرواية راودت مخيلاتنا المزيد من الاسئلة والاستفسارات، ولكن هناك سؤال
آخر يطرح نفسه بعد الاستماع لخطبة الملا محمد: ترى هل عجز النبي وهو رسول الله الذي
يتسلم الوحي مباشرة من خالق الارض والسماوات الذي هو وحده العالم بما هو صالح
للبشرية، هل عجز عن ايجاد فكرة مناسبة لانقاذ 30 الفا من المحاربين المسلمين الى
ان اقترح عمر بن الخطاب فكرته؟
سؤالي
الاخير هو: ألم يجد الله تعالى طريقة اسهل من تلك الطريقة لمعالجة المشكلة؟