في حوار مع النسوية
السعودية سارة اليحيى، مؤسِسة حملة "الشريط الأبيض"، الداعمة لفتيات دار
الرعاية، إن مفهوم النسوية في السعودية لا يختلف كثيراً عن مفهومها في العالم وهي
بشكل مختصر: دعم تمكين المرأة من حقوقها التي سُلبت منها واستقلالها في المجتمع،
إلى جانب القضاء على التقاليد البالية التي تتحكم في مصيرها.
وأشارت اليحيى إلى أن
الدولة تحارب النسوية بطرق غير مباشرة من بينها احتجاز نسويات دون تهم واضحة، وعن
سبب خوف الدولة منهنّ، قالت إن النسويات "يُشكلنّ خطراً على حرّاس الدين في
السعودية الذين استلموا ملف المرأة منذ أواخر السبعينيات وقمعوها تحت حكم العادات
والتقاليد".
وتابعت:
"لاستخدام هذه العادات ضدها، تم تغليفها بغطاء شرعي بفتاوى ومحاضرات دينية
متطرفة عن طريق دعاة وداعيات مهمتهم اختصار الدين بالحجاب واللحية".
ولفتت إلى أن النسوية
السعودية تطالب بأن تكون المرأة "مواطنة كاملة الأهلية وتابعة لقوانين الدولة
وليس لولي أمرها وقبيلتها".
وعدا حديثها عن عدم
تعيين المرأة السعودية وزيرة أو قاضية أو أميرة لإحدى المناطق السعودية، قالت:
"إلى الآن لم تنل المرأة حقها في الخروج من السجن بعد انتهاء محكوميتها. لا
تعطى المرأة السعودية حق تزويج نفسها بعد بلوغ السن القانوني، ويُشترط منها
الحصول على موافقة من ولي الأمر. لم تنل المرأة حقها في منصب في هيئة كبار
العلماء".
وتابعت: "من غير
المعقول أن نرى رجلاً بمنصب ديني يتحدث عن المسائل الدينية للمرأة كأحكام
الحيض".
ووجهت رسالة للنسويات
القابعات خلف القضبان قائلةً: "ممتنة لنضالكنّ في سبيل حق المرأة وتمكينها في
وطنها. أخترتنّ النضال داخل السعودية رغم معرفتكنّ المسبقة بالمخاطر التي
ستواجهنها، فيما اختارت أخريات النضال خارج الوطن من أجل حق المرأة، حتى لا ينتهي
بهنّ الأمر في السجون دون تهمة".
وأشارت سارة التي تقيم
خارج المملكة إلى أنه "تم تهديدها بنفس مصير لجين الهذلول، من قبل محقق
النيابة العامة في منطقة القصيم السعودية".
ولجين الهذلول ناشطة
سعودية مُعتقلة منذ أيار/ مايو 2018 لمطالبتها بحق المرأة في القيادة في السعودية،
وكشفت تقارير لمنظمات حقوقية تفاصيل تعرّضها في حبسها الانفرادي للضرب، والصعق
بالصدمات الكهربائية والإيهام بالغرق والجلد على الفخذين والعناق والتقبيل
القسريين، كما أنها هُددت بالاغتصاب والقتل بحضور المستشار السابق في الديوان
الملكي سعود القحطاني، اليد اليمنى لبن سلمان، وهو ما أكّده شقيقها وليد وشقيقتها
علياء.